05 - 05 - 2025

ماستر سين |عبد الغني النجدي (مشتاجين جوي يا دميل!!)

ماستر سين |عبد الغني النجدي (مشتاجين جوي يا دميل!!)

باجتهاد شخصي وموهبة أصيلة لا تخطئها العين؛ استطاع الموهوب بزيادة عبد الغني النجدي ابن قرية المشايعة بمحافظة أسيوط في صعيد مصر الجواني، والذي تحل الذكرى الخامسة والأربعين لرحيله في مارس المقبل، وليت المراكز الثقافية في مسقط رأسه أن تحيي ذكراه.

استطاع النجدي طوال سنوات نشاطه أن يحجز لنفسه مكانا في بؤرة الكاميرا والنقطة المضيئة من ذاكرة المشاهد.

صعد النجدي سلم الفن بمشقة حتى الدرجة الأولى، واكتسب ثقة المخرجين وصناع السينما وزملائه من نجوم الكوميديا، للدرجة التي اعتمدوا فيها عليه في تأليف المشاهد الضاحكة ليحشروها حشرا في أفلامهم؛ لينتزعوا بها الضحكات وفلوس المنتجين، فيما توارى المؤلف الأصلي الذي هو النجدي، صاحب أشهر إفيهات السينما المصرية الضاحكة في عصرها الذهبي والذي أعتبره أحد عباقرة السينما المصرية دون مبالغة، فيما اكتفى هو بتحصيل المقابل المادي الزهيد الذي لم يكن ليتعدى الجنيهين ينفقهما على والديه بحوالة بريدية مستعجلة، وكان أجره عن المشهد أحيانا يصل إلى جنيه واحد يرضى به ويعوضه عن هذا الأجر الزهيد غزارة انتاجه النابعة من خفة دمه وفلسفته في النظر إلى مواقف الآخرين من حوله.

وبسببه ارتفع نجوم وزادت أجورهم وجعل من بعضهم نجوم صف أول، وسوف أمتنع عن ذكر أسماء كثير من النجوم المتعاملين معه من الذين كانوا يشترون منه إفيهاتهم حفاظا على الصورة البراقة لهم ولمشاهدهم الشهيرة.

اشتهر النجدي في أفلامه بشخضيات نمطية حصره فيها المخرجون، فهو إما بواب أو خادم أو عسكري، ولكنه نحتها نحتا وأضاف إليها جميعها بموهبته، مثل مشهده الصارخ في " الفانوس السحري"، الذي جاء في صورة مكالمة هاتفية بينه وبين محبوبته الخادمة، وفي وجود أحد ملوك وأساطين الكوميديا: إسماعيل يس، الذي خطف منه النجدي الكاميرا، حتى أن يس تحول إلى كومبارس في هذا المشهد وفي وجود النجدي الموهوب.

تذكروا معي عباراته التي لا يمكن لسيناريست مخضرم تخيلها وتكراره لكلمتين عفويتين زادتا من عنصر التشويق والضحك: ( أاااه/ طيب)

إلى أن يختمها بأشهر عباراته: ( مشتاجين جوي جوي يا دميل )!!
-----------------------------
بقلم: طاهر البهي


مقالات اخرى للكاتب

ماستر سين | محمد بيومي .. أبو السينما المصرية